الموقع الرسمي للمستشار الدكتور




الفكر الامريكي مع فيروس كورونا

تشغل الآن مسالة إيجاد لقاح لوباء كورنا حیزا واسعا من الاهتمام العالمي والإعلامي حتى أنھاغدت من أھم دعائم النظام الدولي الجدید،ودلالةمميزة على تحضر شعوب الدول المتنافسة في ھذا المجال، وان الضمير العالمي ليراقب باهتمام بالغ تطورات هذه المسألة التي تخص البشرية جمعاء، لذا كان من الضروري إيجاد نقاط التفاهم والتقارب بين الدول ووضع المنافسة الاقتصادية والسياسية واثبات القوى جانباً.

الا ان الفكر الامريكي لديه معايير اخرى وهي لغة القوة التي تبلورت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي على شكل القطب الأوحد فمن يمتلكها اولاً يمكن له بعد ذلك ان يمتلك ما يشاء من حقوق والتي أصبحت اللغة الرسمية لأمريكا، وان علاقتها المتبادلة مع الدول قائمة في الأساس على تلك اللغة ولذا فهي تصاغ احياناً باسم لغة المصالح.

ففي الرابع من يوليو عام 1776م تم التوقيع على مسودة وثيقة اعلان الاستقلال التي كتبها جيفرسون والتي وصفها (بالوثيقة الخالدة المعبرة عن الفكر الأمريكي). والتي جاء في مقدمتها ” من الحقائق البديهية ان جميع الناس خلقوا متساويين، وقد وهبهم الله حقوقاً معينة لا تنزع منهم، ومن هذه الحقوق حقهم في الحياة والحرية والسعي لبلوغ السعادة وكلما سارت اية حكومة من الحكومات هادمة لهذه الغايات فمن حق الشعب أن يغيرها أو يلزمها وأن ينشئ حكومة جديدة”.

ولم يكن التاريخ الأمريكي يخلو من مخالفات صارخة لتلك الوثيقة وما حملته من قيم والتي ستظل وصمة عار على الجبين الأمريكي الذي سحق حقوق السكان الأصليين ومورسة فيه التفرقة العنصرية حتى وقت قريب،وهو ما قام به الشرطي ديريك شوفين المتهم بقتل المواطن الأمريكي ذي البشرة السوداء جورج فلويد في مدينة مينيا بوليس، والذي تقوم اليوم المظاهرات بسببه في اكثر من ثلاثين مدينة الى الان،ما هو الا دليل صارخ على تفشي سحق الحقوق الإنسانية وازدياد للعنصرية في المجتمع الأمريكي، فلم تكن حقوق الأمريكيين متساوية ولا النظرة في الحق في الحياة، على الرغم من ذلك نجد التدخل الأمريكي المستمر في شؤون الدول الداخلية بحجة الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان.

ان الفكر الأمريكي تناسى اهم مبادئه التي نشأ عليها وهو الحق في الحياة، فتوجهت الميزانيات الى التسليح والنفوذ وإبراز القوى ولم توجه الى الشعب الأمريكي وحقه الأسمى في الرعاية الطبية،والمساواة والعدالة الاجتماعية والتعليم، فقد زادت اعداد المصابين بفيروس كورونا بنسب خيالية في أمريكا عن بقية دول العالم،فتم خلع قناع القوة ليظهر الضعف بغياب واضح لمخرجات البحث الطبي، وتدهور للمسؤولية الطبية التي جعلت من العلاج خصصه بفكر رأس مالي، وعدم الجاهزية وعدم الكفاية للمنشأت الصحية، والسؤال هل سيبقى هذا الفكر كما هو بعد انتهاء هذه الازمة؟

واخيراً افخر بانتمائي لهذ الوطن فقد اثبت فكر وعمل حكومة خادم الحرمين الشريفين بإن الانسان اولاً وليس الاقتصاد والقوة اولاً، هذا الفكر الذي حل بمنزلة رسالةانسانية ليس لشعب المملكة فقط بل لشعوب العالم اجمع،ورسالة تربوية للحكومات والمنظمات التي تتغنى بشعارات حقوق الانسان والديمقراطية والحرية.

 المصدر

المال من عرق الاطفال

كانت مسألة حقوق الإنسان موضع اهتمام البشرية جمعاء منذ بدايات الحضارات القديمة، كما أكدتها الشرائع السماوية كافة، إذ إن حماية حقوق الأطفال كانت من أساسيات حقوق [...]
إقرأ المزيد

سلطة القاضي بتعديل الالتزامات بعقد المقاولة

يعتبر عقد المقاولة من أقدم العقود التي يعتمد عليها الإنسان للحصول على الخدمات والأعمال، مما جعل عقد المقاولة ينتشر بصورة واسعة في الواقع العملي خاصة في مجال [...]
إقرأ المزيد

المخالفة والمواطنة

إن الفكرة من وراء أي نظام قانوني في العالم هي كفالة حق المجتمع في التنظيم العام للعيش بأمن وأمان، وعليه أوجد العقوبة لعدم الالتزام بذلك التنظيم والذي تفرضه الدولة [...]
إقرأ المزيد